في يوم من الأيام 00 على أحد شواطئ البحر , في وقت قبل الغروب بساعة
اقترشت الأرض فتاة 00
تنظر إلى البحر وتراقب أمواجه المتتالية التي تأتي و من ثم تعود 00
أخذت تتسائل فيما بينها وبين نفسها 00
هذه الأمواج حين تأتي إلى الشاطئ بماذا تأتي ؟؟
و حين ترجع إلى البحر بماذا تعود ؟؟
ما الذي يجعلها تأتي مسرعة وتعود إلى البحر بنفس السرعة ؟؟
هل هو 00 الشوق والنكران ؟!! هل هو 00 اللهفة والخذلان ؟!!
أسئلة كثيرة تدور بذهنها ولا تجد لها إجابة 00
فتاة تجلس لوحدها , تستنشق نسمات من هواء البحر 00
و تزفر آهات تشتعل منها الصدور 00
تجلس وتلعب بالرمل 00
ترفعه بيدها فتتساقط حباته من بين أصابعها 00
في ذلك الهدوء , يحين وقت الغروب 00
فإذا بشعور الخوف يتغلغل إلى أعماقها 00
تنظر إلى الشمس وهي تغرق في مياه البحر 00
تنظر إلى السماء وهي تتلون بلون السواد 00
فتنكمش على نفسها , وتضع رأسها على كفيها فوق الركبتين 00
وبعد مرور بعض الوقت , وهي تغوص في ذكرياتها 00
إذا بيد تمسح على رأسها , وصوت يهمس بأذنها : هيا معي حبيبتي 00
فرفعت رأسها ونظرت بعينيها الحائرتين , فلم تنطق ولم تتحرك 00
مد يده ليساعدها على الوقوف 00
فلم تستجيب له سوى الدموع التي بدأت تتدحرج كاللؤلؤ المنثور 00
حضن بيديه رأسها , ورسم قبلة على جبينها 00
ثم ضمها إلى صدره الملتاع 00
وبدأ يسرد لها كل ما مر عليه في الأعوام التي كان بعيدا عنها 00
أخذ يتكلم ويشرح لم يترك حتى الهفوات الصغيرة التي مرت عليه 00
يتحدث ونبرات صوته تتناوب ما بين العلو والإنخفاض 00
وبين برهة وأخرى ينظر لوجهها الذي طالما اشتاق له 00
ومن ثم يعيدها لصدره ويتابع الحديث 00
وهي صامتة تستمع له ويزداد النحيب 00
وفجأة أخذ يضحك ويضحك , وهي تبكي وتبكي 00
وبلحظة ساد صمت رهيب مخيف 00
فجلس أمامها وأخذ يمسح دموعها ويطمئنها لوجوده 00
وأنه لن يرحل من جديد 00
نظر لعينيها وابتسم وقال :
إشتقت لسماع صوتك , وسمعي متلهف لسماع كلمة ( أحبك )
ولكن 00 إنتظري حبيبتي لا تنطقيها حتى أعود 00
ذهب وعاد مسرعا وبيده رباط وقال :
سأجلس بعيدا وسأربط عيناي 00
وسأنتظرك لتأتي وترفعي عنهما الرباط 00
وتقولي بهمسك العذب : ( أحبك )
فذهب وجلس على بعد بضع خطوات ينتظرها 00
فطال إنتظاره الذي لم يتوقعه 00
فقام بفك الرباط ونظر لحبيبته , محاولا فهم ما يحدث 00
فلم يتمكن من رؤية وجهها المغطى بيديها 00
ولم يسمع سوى البكاء المرير 00
فأخذ يلتفت حوله ليستوعب ما يحدث , فإذا به يركض مسرعا 00
وبضع الخطوات كأنها دهوراً 00
حمل حبيبته وضمها بين ذراعيه , الآن فهم سر الصمت 00
وسبب دموعها وبدأ يعتذر منها 00
يبكي وهي تبكي وكلاهما يمسح الدموع عن الآخر 00
بسبب شدة أشتياقه لم يلاحظ ذاك الكرسي اللعين 00
وعلم أنه بعد رحيله المفاجئ 00
أصيبت حبيبته بالشلل وعدم القدرة على النطق